نعيم الجنة وعذاب النار
نعيم الجنة وعذاب النار: ثم الإيمان بأن الله -عز وجل- خلق الجنة والنار قبل خلق الخلق، ونعيم الجنة لا يزول، دائم أبدا في النضرة والنعيم،
والأزواج من الحور العين، لا يمتن
ولا ينقصن ولا يهرمن، ولا ينقطع ثمارها ونعيمها، كما قال الله -عز وجل-
: أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا وأما عذاب النار فدائم أبدا بدوام الله، وأهلها فيها خالدون مخلدون،
من خرج من الدنيا غير معتقد للتوحيد ولا متمسك بالسنة .
نعم احبتي في الله .......... لا بد من الإيمان بالجنة والنار، وهذا داخل في الإيمان باليوم الآخر،
الإيمان باليوم الآخر يشمل: (الإيمان بالبعث، والحساب، والصراط، والميزان، والجنة والنار)،
من لم يؤمن بالجنة والنار فليس بمؤمن، وهو مُكذب لله، ومن كذب الله كفر.
فلا بد من الإيمان بأن الله -عز وجل- خلق الجنة والنار، وخلق للجنة أهلا، وخلق للنار أهلا،
وهما الآن مخلوقتان موجودتان، دائمتان لا تفنيان ولا تبيدان، هذا معتقد أهل السنة والجماعة، قال -سبحانه-:
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الجنة.
وقال في النار: أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ وقال في الجنة: أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا خلافا للمعتزلة الذين يقولون: إن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن،
وإنما تخلقان يوم القيامة، شُبْهَتُهُم يقولون: إن خلقهما الآن ولا جزاء عبث، والعبث محال على الله.
هذا من أبطل الباطل؛ أولا: النصوص صريحة في أن الجنة والنار مخلوقتان الآن.
ثانيا: من قال لكم: إنهما معطلتان الآن، ليستا معطلتين، فيهما الأرواح تتنعم: روح المؤمن تتنعم في الجنة، وروح الشهداء، والحور العين، والولدان.
والمؤمن يفتح له باب إلى الجنة وهو في قبره، والكافر يفتح له باب إلى النار وهو في قبره، والنصوص في هذا كثيرة، ومنها:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: في ليلة المعراج دخلت الجنة وفي الكسوف:
كُشف للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجنة والنار، وقربت له الجنة حتى رأى أنه يتناول عنقودا، تقدم وتقدمت الصفوف، ثم عُرضت له النار وقربت له حتى تأخر، تكعكع وتكعكعت الصفوف، قال: حتى خشيت .
"فالجنة والنار دائمتان مخلوقتان، لا بد من الإيمان، الإيمان بأن الله -عز وجل- خلق الجنة والنار، ونعيم الجنة لا يزول، دائم أبدا في النضرة والنعيم" أي: نعيم الجنة دائم لا
يزول؛ ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى-: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ غير منقطع.
"دائم في النضرة" أي: البهجة والسرور والنعيم، أهل الجنة في نعيم دائم، في نضرة ونعيم.
"والأزواج من الحور العين، لا يمتن ولا ينقصن ولا يهرمن" كتب الله لهن الخلود والبقاء، فلا يمتن ولا ينقصن ولا يهرمن، شباب،
أهل الجنة كلهم في شباب دائم، وصحة دائمة ونعيم دائم،ليس في الجنة موت ولا مرض، ولا هرم ولا شيخوخة،
ولا بول ولا غائط، ولا مخاط ولا حيض ولا نفاس، ولا هم ولا غم، سرور دائم وصحة دائمة، وشباب
دائم وحياة دائمة، ونعيم دائم، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.
والنار -والعياذ بالله- أيضا عذابها دائم مستمر، قال الله -تعالى-
: وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ فعذاب النار دائم لا ينقطع، نسأل الله السلامة والعافية.
كما سمعتم الآيات: لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ولهم عذاب مقيم مخلدون خالدون، من هم أهلها؟
الشرك الأكبر، قال -تعالى-: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ والنفاق الأكبر، وهو النفاق الاعتقادي،
والكفر الأكبر هو المخرج من الملة، والفسق الأكبر هو فسق الكفر: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ .
قال عن إبليس: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أي: فسوق كفر، كذلك الظلم الأكبر:
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ الظلم الأكبر هو الشرك، والظلم الأصغر هو المعاصي، والفسق الأصغر معصية،
والكفر الأصغر معاص، فمن خرج من الدنيا مات على الشرك، فمأواه النار -نعوذ بالله-،
فهو من أهل النار، غير معتقد للتوحيد، يعني: قد خرج من التوحيد.