- التيتانوس هو عدوى بكترية خطيرة ويطلق عليه أيضاًً مرض "الفك المغلق - Lock Jaw" والذى يؤدي إلي تيبس في عضلات الفك والعضلات الأخرى. ومن الممكن أن يسبب تقلصات وتشنجات للعضلات، ويسفر عنه في نهاية الأمر إلي صعوبة التنفس ومن ثم وضع نهاية لحياة الشخص والموت. جميـع أنـواع الجـروح وحتـى لـو بسيطـة تـؤدي إلـي الإصـابـة بعـدوى التيتـــــانوس (جـرح عـادي - قطـع - جـرح عميـق) وتعـرف البكتـريـا التـي تنقل العدوى به باسم "كوليستريدم تيتاني -ClotriDium Tetani"، وتوجد دائماًً في التربة بالإضافة إلي مصادر أخرى عديدة، وإذا تمكنت هذه البكتريا من الجرح وفي غياب الأكسجين تنتج السموم التي تتخلل الأعصاب والتي بعدها تسيطر وتتحكم في العضلات. والعلاج الخاص بالتيتانوس متوفر ومتاح لكنه يتم علي المدى الطويل وغير مضمون النجاح ويؤدي إلي الموت في غالبية الحالات علي الرغم من تلقي العلاج.
* العلامات والأعراض:
- تيبس في الفك والرقبة والعضلات الأخرى.
- تقلصات مؤلمة للعضلات.
- الإثارة والاهتياج.
- تشنج عضلات الفك والرقبة.
وقد يعاني بعض الأشخاص من ألم وتنميل مكان الجرح، وبعضاًً من الشد العضلي في المناطق المحيطة بالجرح، لكن إذا انتشر السم ووصل إلي الأعصاب التي تتحكم في العضلات يحدث تيبس في الفك والرقبة وصعوبة في البلع. ونجد أن عضلات الفك والوجه هي من أكثر العضلات التي تتأثر بهذه التشنجات لذلك يشار بالتيتانوس علي أنه "مرض الفك المغلق". ثم تنقل هذه التقلصات من عضلات الوجه أو الفك إلي باقي عضلات الجسم: الرقبة - البطن - وآخر مرحلة في هذا المرض تأثر عضلات الجهاز التنفسي محدثاً الصعوبة في التنفس ولا يستطيع الإنسان النوم. وتظهر أعراض المرض في خلال أيام تمتد إلي أسابيع عديدة من التعرض للجرح، وفترة حضانته من 8 - 12 يوماً.
* الأسباب:
- يســبب هــذا المــرض بكتـــريا تسمي كما أشرنا من قبل "كوليستريدم تيتاني - ClostriDium Tetani"، والتي تتواجد بشكل شائع في التربة، وفي براز الحيوانات والقطط والكلاب، وتنشط هذه البكتريا في عدم أو قلة وجود الأكسجين لذلك فرص انتشــار هــذه البكتــريــا فـي جــروح جســم الإنســان العميقة كبيرة. والتي تفرز سم يسمي (Tetanos Pasmin) والذي يعمل في مناطق مختلفة في الجهاز العصبي مسبباًً تيبس وتقلصات للعضلات من خلال الأعصاب المتأثرة، وهذه أهم أعراض مرض التيتانوس.
* متي تلجأ إلي المشورة الطبية؟
- تلجأ إلي الطبيب من أجل الحصول علي جرعات منشطة من تطعيم التيتانوس إذا كان الجرح عميقاً، أو إذا لم تأخذ جرعات منشطة منذ خمس سنوات.
- أو لأخذ جرعة منشطة لأي جرح حتى ولو كان بسيطاًً إذا لم تأخذ جرعة منشطة منذ عشر سنوات. وأخذ هذه الجرعات المنشطة تساعد علي معادلة السم الذي يفرزه هذا المرض كما أنه يجنب الإنسان مشقة العلاج الطويل والتي لا تفيد في معظم الأحوال.
* التشخيص:
- يشخص الطبيب هذا المرض من خلال الفحص الجسدي، ومن خلال أعراض تقلص العضلات وتيبسها والشعور بالألم.
- أما الاختبارات المعملية فلا تستخدم في عملية التشخيص.
* العلاج:
تأتي صورة الإصابة بهذا المرض في بعض الأحيان بصورة معتدلة كما تقتصر الإصابة علي جزء واحد في جسم الإنسان إذا قام الإنسان بتحصين نفسه بالتطعيم الجزئي ويمكن الشفاء منه في هذه الحالة بدون أي نوع من أنواع العلاج. لكن هذا النوع المعتدل غير شائع وإنما الصور الحادة منه هي المنتشرة والتي لا تخضع للعلاج وتنتشر سريعاًً في جميع عضلات الجسم ويؤدي في النهاية إلي الموت.
* يتم العلاج بالطرق الآتية:
- استخدام أجسام مضادة (Antibody).
- استخدام مضادات السموم (Antitoxin) بالنسبة لمضادات السموم بوسعها فقط أن تعادل السم الذي لم يختلط أو يتخلل أنسجة الأعصاب.
- أخذ تطعيم (Human Tetanus Immunoglobin).
- مضادات حيوية عن طريق الفم أو الحقن.
ويحتاج هذا المرض فترة علاج طويلة في حجرة العناية المركزة. والعقاقير المستخدمة الغرض الأساسي منها تهدئة المريض وإصابة العضلات بالشلل، لذلك لابد من الاستعانة بجهاز تنفس صناعي، ومدة الاحتياج لجهاز التنفس تتراوح من 2 - 3 أسابيع لبعض الحالات وقد ينجم عن هذا المرض الوفاة نتيجة لتقلص ممرات الهواء، أو الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو خلل في الجهاز العصبي اللإرادى وهذا الجهاز هو جزء من الجهاز العصبي والذي يتحكم في عضلات القلب، والعضلات الأخرى التي لا يتحكم الإنسان في حركتها إلي جانب الغدد. وإذا تم الشفاء يترك المرض آثاراًً للشخص تلازمه مدي الحياة مثل: تشوهات في الجهاز العصبي، وظهور بعض المشاكل النفسية التي تحتاج أيضاًً إلي العلاج.
* الوقاية:
يمكنك بسهولة شديدة تجنب هذا المرض بأخذ تطعيم وقائي، لأن المرض يصيب الأشخاص الذين لم يأخذوا تطعيمات وقائية أو جرعات منشطة علي مدي عشر سنوات. يعطي فاكسين التيتانوس للأطفال ضمن تطعيم الدفتريا والسعال الديكي (D T P) "دي . تي . بي".
أما الكبار فعليهم بأخذ جرعة منشطة من التيتانوس كل عشر سنوات، وعند السفر أيضاًً لابد من أخذ جرعات منشطة. أما إذا تمت الإصابة بجرح وكانت آخر جرعة مر عليها خمس سنوات لابد من أخذ جرعة منشطة مع اتباع التعليمات الخاصة بطرق التطعيم الصحيحة لأن الحقن بالعدوى لا يمد الجسم بالمناعة فقط. وعند الإصابة بالجروح يمكنك اتباع الخطوات التالية لتجنب الإصابة به لحين أخذ الجرعة المنشطة:
1- وقف النزيف:
إن الجرح أوالقطع السطحي يتوقف نزيفهما تلقائياً. لكن إذا كان هناك نزيفاً حاداًً عليك بالضغط علي الجرح بضمادة أو قطعة قماش نظيفة لكن إذا استمر الدم في التدفق بعد الضغط علي الجرح عليك باللجوء إلي المشورة الطبية علي الفور.
2- تنظيف الجرح:
ينظف الجرح بالماء المتدفق، لا يحبذ استخدم الصابون لأنه من المحتمل أن يهيج الجرح، وإذا كانت هناك بعض الأتربة والحبيبات التى ما زالت موجودة في الجرح ولم تستجيب للمياه يمكنك استخدام ملقاط مطهر بالكحول للتخلص منها، أما الأتربة العميقة داخل الجرح لا تحاول إزالتها بنفسك ولكن استشر الطبيب. وتنظيف الجرح والأماكن المحيطة به يقلل فرص الإصابة بالتيتانوس، ويستخدم الصابون لتنظيف الأماكن المحيطة بالجرح، كما يمكنك الاستعانة بماء أكسجين أو يود. من الممكن أن تسبب هذه المواد تهيج للخلايا الحية لذلك من المحبذ عدم استخدامها علي الجرح مباشرة.
3- استخدام مضاد حيوي:
بعد تنظيف الجرح جيدا ً تضع طبقة خفيفة من كريم أو مرهم مضاد حيوي مثل : نيو سبورين (Neosporin) أو بوليسبورين (Polysporin) وهذه المضادات الحيوية تساعد علي بقاء الجلد رطباً، لكنها لا تعمل علي التئامه سريعاً، كما أنها تساعد علي محاربة العدوى، وتسمح لعوامل الالتئام بالجسم أن تعمل بكفاءة أكثر من أجل التئامه. وتوجد مركبات معينة في المراهم تسبب طفحاًً جلدياًً عند بعض الأشخاص وبمجرد ظهوره يجب الامتناع علي الفور عن استخدامها.
4- تغطية الجرح:
تعرض الجرح للهواء يزيد من سرعة التئامه، لكن تغطيته يساعد علي بقائه نظيفا ً ولا يتعرض للبكتريا الضارة، عليك بتغطيته بلاصق طبي (بلاستر) أو ضمادة حتى تمام تكون القشرة الخارجية.
5- تغيير الضمادات:
تغيير الضمادات يومياًً أو عندما تتسخ أو تصبح مبللة. ويصاب كثير من الأشخاص بالحساسية من بعض أنواع الضمادات والتي يوجد بها لاصق، ويمكنك الاستعانة بأنواع أخري غير لاصقة للتعويض عنها.
6- ملاحظة علامات العدوى:
استشر طبيبك علي الفور، إذا لم يستجب الجرح للعلاج أو إذا لاحظت إحمرار، تورم، سخونة، رشح من الجرح.