ث من الكبائر القنوط من رحمة الله . ففي حديث عن الإمام الرضا عليه السلام في تعداد الذنوب الكبيرة ، ذكر عليه السلام القنوط بعد اليأس . والقنوط هو انعدام الأمل بالرحمة الإلهية ، ذلك الانعدام الراسخ في القلب ، و الذي لا يشعر معه بقبح القنوط . وفي مقام بيان الفرق بين اليأس والقنوط هكذا قالوا : إن القنوط أخص ، ذلك أن اليأس هو مجرد انعدام الأمل في القلب ، ومتى ما وصل ذلك إلى درجة شديدة بنحو ينعكس على مظهر الإنسان ، حتى لتكون دلالة المظهر على انعدام الأمل أكبر من دلالة الكلمات ، بحيث لو أن شخصا فطناً لاقاه لأدرك من مظهره حالة اليأس وانعدام الأمل .
هذا المستوى من انعدام الأمل هو الذي يسمى ب (القنوط ) . إذن فالقانط هو ذلك الذي تظهر عليه آثار اليأس بنحو أوضح من الكلمات . اليأس فقدان الأمل بالدعاء : قال البعض : اليأس هو عبارة عن فقدان الأمل بالدعاء . فلا أمل له بالوصول إلى هدفه مع الدعاء . والقنوط هو عبارة عن سوء الظن برب العالمين ، أن الله لا يرحمه ، ولا يقبل توبته وسوف يعذبه ، وأن ما نزل عليه من المصائب هو عقوبة منه تعالى . يؤيد هذا المعنى فقرات من الدعاء التاسع والثلاثين في الصحيفة السجادية حيث يقول (،لا أن يكون يأسه قنوطا) يعني أن لا يكون انعدام أملى من النجاة ناشئا من سوء الظن بك ، وإنما من قلة الحسنات وزيادة السيئات ، وإلا فأنت أهل لأن لا بيأس منك أحد من المذنبين .
ا شك أن سوء الظن برب العالمين هو من كبائر الذنوب ومن صفات المشركين والمنافقين ، كما جاء في سورة الفتح (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء) .
سوء الظن سبب للعقوبة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو على المنبر: "والله الذي لا إله إلا هو، ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له ،وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين " . والذي لا إله إلا هو،لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه وتقصيره من رجائه ،وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين . والذي لا إله إلا هو،لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان عند ظنه ، لأن الله كريم يستحي أن يكون عبد مؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه ، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه " (أصول الكافي ).
الأمل بالعفو وإجابة الدعاء : معنى حسن الظن - برب العالمين - أن يأمل بأنه إذا استغفر من الذنب فإن الله سيعفو عنه ، وإذا دعاه أجاب دعاءه ، وإذا عمل خيرا أمل أن يقبله منه ، ويعطيه ثوابه . أما الظن بالمغفرة فإنه نافع على كل حال ، بل هو لازم ، ولكن الأمل بالثواب الإلهي بدون الإقدام على أعمال الخير جهل وغرور.
فقدان الأمل بالأمر الدنيوي والأخروي : ذكر بعض في مقام بيان الفرق بين اليأس والقنوط ، أن القنوط مرتبط بالرحمات الدنيوية ، كما في الآية الشريفة : (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا ) ا لسورة 42 الآية 28 .
واليأس مرتبط بالرحمات الأخروية كما في قوله تعالى : (قد يئسوا من ا لأخر ة ) . لكن الوجه الأول في الفرق هو الأقرب . القنوط أسوأ من اليأس : القنوط من الرحمة الإلهية علامة زوال الاستعداد لسعادة العبد ، والسقوط عن الفطرة الأولية بسبب الانقطاع عن الله ، إذ لو بقي لدى العبد شيء من نور الفطرة لبقي أثره وهو الأمل بالله تعالى ، مهما بلغ من الإسراف والتفريط ، أما اليأس فإنه دليل على أنه محجوب عن الله ، وذلك غير السقوط والانقطاع ، والحجاب قابل للإزالة . بناء على ذلك فإن اليأس قابل للمغفرة،ولكن القنوط غير قابل لها وداخل في عنوان الشرك ، إذن فالقنوط هو أعظم المصائب
هذا المستوى من انعدام الأمل هو الذي يسمى ب (القنوط ) . إذن فالقانط هو ذلك الذي تظهر عليه آثار اليأس بنحو أوضح من الكلمات . اليأس فقدان الأمل بالدعاء : قال البعض : اليأس هو عبارة عن فقدان الأمل بالدعاء . فلا أمل له بالوصول إلى هدفه مع الدعاء . والقنوط هو عبارة عن سوء الظن برب العالمين ، أن الله لا يرحمه ، ولا يقبل توبته وسوف يعذبه ، وأن ما نزل عليه من المصائب هو عقوبة منه تعالى . يؤيد هذا المعنى فقرات من الدعاء التاسع والثلاثين في الصحيفة السجادية حيث يقول (،لا أن يكون يأسه قنوطا) يعني أن لا يكون انعدام أملى من النجاة ناشئا من سوء الظن بك ، وإنما من قلة الحسنات وزيادة السيئات ، وإلا فأنت أهل لأن لا بيأس منك أحد من المذنبين .
ا شك أن سوء الظن برب العالمين هو من كبائر الذنوب ومن صفات المشركين والمنافقين ، كما جاء في سورة الفتح (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء) .
سوء الظن سبب للعقوبة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو على المنبر: "والله الذي لا إله إلا هو، ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له ،وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين " . والذي لا إله إلا هو،لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه وتقصيره من رجائه ،وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين . والذي لا إله إلا هو،لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان عند ظنه ، لأن الله كريم يستحي أن يكون عبد مؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه ، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه " (أصول الكافي ).
الأمل بالعفو وإجابة الدعاء : معنى حسن الظن - برب العالمين - أن يأمل بأنه إذا استغفر من الذنب فإن الله سيعفو عنه ، وإذا دعاه أجاب دعاءه ، وإذا عمل خيرا أمل أن يقبله منه ، ويعطيه ثوابه . أما الظن بالمغفرة فإنه نافع على كل حال ، بل هو لازم ، ولكن الأمل بالثواب الإلهي بدون الإقدام على أعمال الخير جهل وغرور.
فقدان الأمل بالأمر الدنيوي والأخروي : ذكر بعض في مقام بيان الفرق بين اليأس والقنوط ، أن القنوط مرتبط بالرحمات الدنيوية ، كما في الآية الشريفة : (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا ) ا لسورة 42 الآية 28 .
واليأس مرتبط بالرحمات الأخروية كما في قوله تعالى : (قد يئسوا من ا لأخر ة ) . لكن الوجه الأول في الفرق هو الأقرب . القنوط أسوأ من اليأس : القنوط من الرحمة الإلهية علامة زوال الاستعداد لسعادة العبد ، والسقوط عن الفطرة الأولية بسبب الانقطاع عن الله ، إذ لو بقي لدى العبد شيء من نور الفطرة لبقي أثره وهو الأمل بالله تعالى ، مهما بلغ من الإسراف والتفريط ، أما اليأس فإنه دليل على أنه محجوب عن الله ، وذلك غير السقوط والانقطاع ، والحجاب قابل للإزالة . بناء على ذلك فإن اليأس قابل للمغفرة،ولكن القنوط غير قابل لها وداخل في عنوان الشرك ، إذن فالقنوط هو أعظم المصائب