حدود الحب
هل للحب حدود ، أم أنه عاطفة لا ينبغي أن يوضع لها حد أو تتوقف عند مقدار ؟؟
الحق أن الموقف الذي ينبغي أن يتخذه كل محب يختلف باختلاف نوع هذا الحب ، فالأصل العام أن الإنسان مطالب بألا يبالغ في عاطفته فحبك الشئ يعمي ويصم ، ورؤية الأمور على حقائقها يحتاج إلى زاوية نظر مجردة من العاطفة ، وهذا قلما يأتي مع الحب العارم .
على أنه ليس كل الحب دائم ، وما أسرع تغير القلوب وتقلبها ، ولعل حبيب اليوم بغيض الغد ، فما أقساها حينها من معاناة !!
لهذه الأسباب كان الإنسان مطالب بألا يبالغ في عاطفته فيجعلها تطغى على عقله ، وفي هذا المعنى جاء الأثر "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ،وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبيك يوما ما" [ الترمذي ]*.
والهون : السكينة والوقار ، ومعناه : أحبب حبيبك حباً رفيقاً ليناً ولا تبالغ ، إذ ربما انقلب ذلك بتغير الزمان والأحوال بغضاً فلا تكون قد أسرفت في حبه فتندم عليه إذا أبغضته ، أو انقلب بغضك حبا فلا تكون قد أسرفت في بغضه فتستحي منه إذا أحببته. **
إلا أن نوعاً خاصاً من الحب لا ينبغي وضع الحدود أمامه ، وهو حب من نوع نادر قلّ من يفهم معناه ،وأقل منه من يشعر به ألا وهو الحب في الله ،ذلك الحب الذي يولد في طاعة الله عز وجل وينمو بازدياد الطاعات ويخبو بالبعد عن الله عز وجل .
إنه ينشأ بلا تكلف ، بل يقذفه الله في القلوب فتصير متحابة متآلفة لا لشئ إلا لأنها اجتمعت في الله "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الارْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " [ الأنفال 63] .
وهذا الحب لا ينبغي وضع الحدود له ، بل على العكس من ذلك ينبغي على الإنسان أن يصونه ويحميه وينميه فمقدار التفاضل عند الله عز وجل يكون بزيادة مقدار هذا الحب في القلب وفي الحديث "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه" [ابن حبان في صحيحه ]***.
إنها دعوة للبحث عن الحب في الله ـ والذي لا تجده إلا بعد الإقبال على الله تعالى ـ والإهتمام به وزيادته ، فهذا الحب هو وحده المأمون العاقبة والمحمود النهاية ، فإما أن يحملك على الطاعات أو يرفع درجتك في الجنة ، فما أجمله من حب ... وما أقله بين الناس ؟!!
هل للحب حدود ، أم أنه عاطفة لا ينبغي أن يوضع لها حد أو تتوقف عند مقدار ؟؟
الحق أن الموقف الذي ينبغي أن يتخذه كل محب يختلف باختلاف نوع هذا الحب ، فالأصل العام أن الإنسان مطالب بألا يبالغ في عاطفته فحبك الشئ يعمي ويصم ، ورؤية الأمور على حقائقها يحتاج إلى زاوية نظر مجردة من العاطفة ، وهذا قلما يأتي مع الحب العارم .
على أنه ليس كل الحب دائم ، وما أسرع تغير القلوب وتقلبها ، ولعل حبيب اليوم بغيض الغد ، فما أقساها حينها من معاناة !!
لهذه الأسباب كان الإنسان مطالب بألا يبالغ في عاطفته فيجعلها تطغى على عقله ، وفي هذا المعنى جاء الأثر "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ،وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبيك يوما ما" [ الترمذي ]*.
والهون : السكينة والوقار ، ومعناه : أحبب حبيبك حباً رفيقاً ليناً ولا تبالغ ، إذ ربما انقلب ذلك بتغير الزمان والأحوال بغضاً فلا تكون قد أسرفت في حبه فتندم عليه إذا أبغضته ، أو انقلب بغضك حبا فلا تكون قد أسرفت في بغضه فتستحي منه إذا أحببته. **
إلا أن نوعاً خاصاً من الحب لا ينبغي وضع الحدود أمامه ، وهو حب من نوع نادر قلّ من يفهم معناه ،وأقل منه من يشعر به ألا وهو الحب في الله ،ذلك الحب الذي يولد في طاعة الله عز وجل وينمو بازدياد الطاعات ويخبو بالبعد عن الله عز وجل .
إنه ينشأ بلا تكلف ، بل يقذفه الله في القلوب فتصير متحابة متآلفة لا لشئ إلا لأنها اجتمعت في الله "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الارْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " [ الأنفال 63] .
وهذا الحب لا ينبغي وضع الحدود له ، بل على العكس من ذلك ينبغي على الإنسان أن يصونه ويحميه وينميه فمقدار التفاضل عند الله عز وجل يكون بزيادة مقدار هذا الحب في القلب وفي الحديث "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه" [ابن حبان في صحيحه ]***.
إنها دعوة للبحث عن الحب في الله ـ والذي لا تجده إلا بعد الإقبال على الله تعالى ـ والإهتمام به وزيادته ، فهذا الحب هو وحده المأمون العاقبة والمحمود النهاية ، فإما أن يحملك على الطاعات أو يرفع درجتك في الجنة ، فما أجمله من حب ... وما أقله بين الناس ؟!!