أمة اقرأ،، ولا تقرأ
إن الحياة لا تعترف باللابثين والقابعين في أماكنهم ومقاعدهم لكنها دون ريب تهلل, وترحب, تتزين, وتضرب بالطبل للعالمين العاملين الذين يصعدون درجات الرفعة والمجد درجة درجة لأنهم لبوا ما طلب منهم وما خلقوا لأجله وكأنهم يجيبون بسجيتهم سؤال خالقهم وجابلهم (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا).
نحن اليوم أكثر عددا وبددا, مع ضعف في التربية والعلم وليس الكل ولكن أحيانا تجد عند الواحد منا ما يزيد عن خمسة عشر أبنا لكنه ترك تعليمهم وتربيتهم فصار سهرهم على البلوتوثات أو عند لعبة الورق أو أكل الصفصف، بمعنى ظلوا حملا ووزرا على كاهل الآباء والطرقات والمارين في الشوارع وكثرة انتشار الجريمة والضحايا في المستشفيات, وقس على قولك وكن علاما. لكن الشعوب لا تقاس بكثرة السكان لكن بجودة الأفراد، ولا تمدح بالكم لكن يثنى عليها بالكيف .
والذي لا يصح هو كثرة العدد بلا مردود ولا انفاع ولا إنتاج بل فقط استهلاك واستيراد أليس الأمر جد جلل وخطير, أي نعم الإسلام حث ويحث على طلب الذرية الناجمة الناتجة الصالحة ولكن إذا أصبحت زيادة النسل إلى ثقل وعبء اجتماعي صار هذا خطأ في التقدير.
بينما الواحد منهم ينجب طفلا أو طفلين أحدهما نزل على سطح القمر والثاني يعتزم الوصول إلى المريخ، ماذا نفع الدول العربية إن عدد سكانها ثلاث مائة مليون؟ والأعجب ما ضر إسرائيل إن عدد سكانها سبعة ملايين .
إن الفاشلين هم أكثر الناس أقوالا وأدناهم وأقلهم عملا، تراهم يتمتمون عن أعمال ومنجزات وهمية خيالية ليكسبوا رضا الناس ليس إلا. فما يزدادون إلى رهقا ومقتا، ويا ليت ثم يا ليت أن توقفوا واكتفوا بذلك بل نشروا الشائعات والأراجيف وضيعوا أوقاتهم في كثرة اللهو والثرثرة واجتنبوا العمل والحزم ولم يهدوا للأمة إلى الكلام وللأسف ! لازال بعض الأعراب يرفع صوته أو عقيرته عبر الراديو تارة وعبرة الشاشات تارة أخرى يمجد نفسه ويفتخر بجده وعرقه ونسبه. بوركت أنت وجدك, لكن ما قدمت أنت وما قدم جدك؟ وإذا سألته كيف أجدك في علم الشرع تجده لا يجيد الفاتحة ولا سورة الماعون وفي علم الدنيا لا كربونا يعرف ولا أوزون, ولا سمع بابن الرشد ولا بابن الخلدون.
وعندما تحول ناظريك إلى رجل الغربي تجده يعمل في صمت سواء في مكتبه أو معمله أو مصنعه, يجد, ينتج, يصمم, يخترع ويبدع ولنا يرسل ونحن بطبيعة الحال نتبضع ونغش ونفترق ونحقد ونحسد, وعن التوحد نمتنع.
لذلك لا, ولن يعترف أحد بنا حتى نعمل ونثمر فالمجد مغالبة, والسوق مناهبة.
إن الفلاح قطرات ونسمات من الآهات والزفرات والعرق والوصب، والفشل زخات من الإحباط والنوم والتسويف, لكن الناجحون الفائزون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة ما يلفت الأنظار ويخطف الأضواء ويدهش ألبّ العقول, فالنجاح لا يعتمد على النسب والبسطة في الجسد, بل بسطة في العلم والجد والتعب، فلو كان المجد والعظمة يأتيان بسهولة لصار كل الناس عظماء.
لا يمتطي المجد من لم يركب خطرا ... ولا ينال العُلا من أقدم الحذرا
ومن أراد العلا عفوا بلا خطر ... قضى ولم يقض من إدراكها وطرا
نحن أمة اقرأ فلم لا نقرأ.! اعلم إذا وجدت أحدا يجلس في الطائرة أو في الحافلة أو في المنتزه طال مكوثه ولا يحمل كتابا فاحكم عليه بالجنون. لقد هجر أكثرنا الكتاب وعزم على العيش للأمية تجده لا يفقه قولا ولا حديثا, ولا يحفظ آية ولا بيتا ولم يطالع قصة ولا رواية وكأنه لا يوجد لديه متسع لذلك وتراه قد علق في مجلسه صورة أبيه أو شجرة عائلته ليوريَ لنا أنه من عائلة آل مفلس من قبيلة الجهلة , والوحي ينادي (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). والتاريخ يخبرنا أن نابليون شابا فقيرا لكنه جد واجتهد حتى أخذ التاج من لويس الرابع العشر وفتح المشرق وصار في التاريخ أسطورة، وبلال حبشي مؤذن الإسلام الأول, لكن النفس الوثابة لا تعتمد على عظام الموتى.
أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا حتى سكِر القلب بخمر المديح على مذهب جرير ألستم خير من ركب المطايا؟
وقد ركب الأخر بساط الريح. ولو اجتمعنا نحن إنسا حتى جننا ما أنتجنا سيارة لم يسلم منا الجن، رب خير في طيات نقمة. رحم الله امرؤا عرف تقصيره فأصلح من ذاته، ولابد لك أن تقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه، على أنني أعزم، واحزم، واجزم، واعترف بأننا نملك عباقرة لكن يحتاجون لمراكز بحوث ومؤسسات لرعايتهم ومعامل لاستقبال نتاجهم.
علينا أن نقلل من المديح والشعر والصوب خليل, لأنها لا تنتج صاعا ولا شعير, ولكن نريد هدير مصانع وجلجلة معامل وصخب شاحنات.
وأخيرا، أترك أعمالك تتحدث عنك، واسكت أنت..! فلا تلقي لنا خطابا ترينا انجازاتك وتفوقك وصدقت سريرتك فتبلى بمكذب وحاسد وتكون عرضة للسخرية والازدراء ولكن أرنا علما وعملا جميلا بديعا يسر الناظرين، وسيرة حسنة حميدة لأنها أعظم شهادة على سموك وعلو شانك ومنزلتك ، وقل لكل حاسد الجواب ما تراه دون أن تسمعه...
لذلك علينا أن نهذب عقولنا بالعلم والمعرفة وأنفسنا بالأيمان، والطريق إلى ذلك المسجد والمصنع والمكتبة، فالقراءة اليومية خير من جليس السوء والغيبة والقيل والقال وقتل الزمان بالهذيان، فكل من عليها فان. (فبأي آلاء ربكما تكذبان).
إن الحياة لا تعترف باللابثين والقابعين في أماكنهم ومقاعدهم لكنها دون ريب تهلل, وترحب, تتزين, وتضرب بالطبل للعالمين العاملين الذين يصعدون درجات الرفعة والمجد درجة درجة لأنهم لبوا ما طلب منهم وما خلقوا لأجله وكأنهم يجيبون بسجيتهم سؤال خالقهم وجابلهم (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا).
نحن اليوم أكثر عددا وبددا, مع ضعف في التربية والعلم وليس الكل ولكن أحيانا تجد عند الواحد منا ما يزيد عن خمسة عشر أبنا لكنه ترك تعليمهم وتربيتهم فصار سهرهم على البلوتوثات أو عند لعبة الورق أو أكل الصفصف، بمعنى ظلوا حملا ووزرا على كاهل الآباء والطرقات والمارين في الشوارع وكثرة انتشار الجريمة والضحايا في المستشفيات, وقس على قولك وكن علاما. لكن الشعوب لا تقاس بكثرة السكان لكن بجودة الأفراد، ولا تمدح بالكم لكن يثنى عليها بالكيف .
والذي لا يصح هو كثرة العدد بلا مردود ولا انفاع ولا إنتاج بل فقط استهلاك واستيراد أليس الأمر جد جلل وخطير, أي نعم الإسلام حث ويحث على طلب الذرية الناجمة الناتجة الصالحة ولكن إذا أصبحت زيادة النسل إلى ثقل وعبء اجتماعي صار هذا خطأ في التقدير.
بينما الواحد منهم ينجب طفلا أو طفلين أحدهما نزل على سطح القمر والثاني يعتزم الوصول إلى المريخ، ماذا نفع الدول العربية إن عدد سكانها ثلاث مائة مليون؟ والأعجب ما ضر إسرائيل إن عدد سكانها سبعة ملايين .
إن الفاشلين هم أكثر الناس أقوالا وأدناهم وأقلهم عملا، تراهم يتمتمون عن أعمال ومنجزات وهمية خيالية ليكسبوا رضا الناس ليس إلا. فما يزدادون إلى رهقا ومقتا، ويا ليت ثم يا ليت أن توقفوا واكتفوا بذلك بل نشروا الشائعات والأراجيف وضيعوا أوقاتهم في كثرة اللهو والثرثرة واجتنبوا العمل والحزم ولم يهدوا للأمة إلى الكلام وللأسف ! لازال بعض الأعراب يرفع صوته أو عقيرته عبر الراديو تارة وعبرة الشاشات تارة أخرى يمجد نفسه ويفتخر بجده وعرقه ونسبه. بوركت أنت وجدك, لكن ما قدمت أنت وما قدم جدك؟ وإذا سألته كيف أجدك في علم الشرع تجده لا يجيد الفاتحة ولا سورة الماعون وفي علم الدنيا لا كربونا يعرف ولا أوزون, ولا سمع بابن الرشد ولا بابن الخلدون.
وعندما تحول ناظريك إلى رجل الغربي تجده يعمل في صمت سواء في مكتبه أو معمله أو مصنعه, يجد, ينتج, يصمم, يخترع ويبدع ولنا يرسل ونحن بطبيعة الحال نتبضع ونغش ونفترق ونحقد ونحسد, وعن التوحد نمتنع.
لذلك لا, ولن يعترف أحد بنا حتى نعمل ونثمر فالمجد مغالبة, والسوق مناهبة.
إن الفلاح قطرات ونسمات من الآهات والزفرات والعرق والوصب، والفشل زخات من الإحباط والنوم والتسويف, لكن الناجحون الفائزون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة ما يلفت الأنظار ويخطف الأضواء ويدهش ألبّ العقول, فالنجاح لا يعتمد على النسب والبسطة في الجسد, بل بسطة في العلم والجد والتعب، فلو كان المجد والعظمة يأتيان بسهولة لصار كل الناس عظماء.
لا يمتطي المجد من لم يركب خطرا ... ولا ينال العُلا من أقدم الحذرا
ومن أراد العلا عفوا بلا خطر ... قضى ولم يقض من إدراكها وطرا
نحن أمة اقرأ فلم لا نقرأ.! اعلم إذا وجدت أحدا يجلس في الطائرة أو في الحافلة أو في المنتزه طال مكوثه ولا يحمل كتابا فاحكم عليه بالجنون. لقد هجر أكثرنا الكتاب وعزم على العيش للأمية تجده لا يفقه قولا ولا حديثا, ولا يحفظ آية ولا بيتا ولم يطالع قصة ولا رواية وكأنه لا يوجد لديه متسع لذلك وتراه قد علق في مجلسه صورة أبيه أو شجرة عائلته ليوريَ لنا أنه من عائلة آل مفلس من قبيلة الجهلة , والوحي ينادي (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). والتاريخ يخبرنا أن نابليون شابا فقيرا لكنه جد واجتهد حتى أخذ التاج من لويس الرابع العشر وفتح المشرق وصار في التاريخ أسطورة، وبلال حبشي مؤذن الإسلام الأول, لكن النفس الوثابة لا تعتمد على عظام الموتى.
أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا حتى سكِر القلب بخمر المديح على مذهب جرير ألستم خير من ركب المطايا؟
وقد ركب الأخر بساط الريح. ولو اجتمعنا نحن إنسا حتى جننا ما أنتجنا سيارة لم يسلم منا الجن، رب خير في طيات نقمة. رحم الله امرؤا عرف تقصيره فأصلح من ذاته، ولابد لك أن تقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه، على أنني أعزم، واحزم، واجزم، واعترف بأننا نملك عباقرة لكن يحتاجون لمراكز بحوث ومؤسسات لرعايتهم ومعامل لاستقبال نتاجهم.
علينا أن نقلل من المديح والشعر والصوب خليل, لأنها لا تنتج صاعا ولا شعير, ولكن نريد هدير مصانع وجلجلة معامل وصخب شاحنات.
وأخيرا، أترك أعمالك تتحدث عنك، واسكت أنت..! فلا تلقي لنا خطابا ترينا انجازاتك وتفوقك وصدقت سريرتك فتبلى بمكذب وحاسد وتكون عرضة للسخرية والازدراء ولكن أرنا علما وعملا جميلا بديعا يسر الناظرين، وسيرة حسنة حميدة لأنها أعظم شهادة على سموك وعلو شانك ومنزلتك ، وقل لكل حاسد الجواب ما تراه دون أن تسمعه...
لذلك علينا أن نهذب عقولنا بالعلم والمعرفة وأنفسنا بالأيمان، والطريق إلى ذلك المسجد والمصنع والمكتبة، فالقراءة اليومية خير من جليس السوء والغيبة والقيل والقال وقتل الزمان بالهذيان، فكل من عليها فان. (فبأي آلاء ربكما تكذبان).